يُعدّ مقياس نظريات التنظيم من المقاييس الأساسية في مسار علم اجتماع التنظيم والعمل، إذ يهدف إلى تعريف الطلبة بالتحولات الكبرى التي عرفها التفكير التنظيمي منذ بدايات القرن العشرين إلى اليوم، مع إبراز كيفية تطور فهم العلماء والمؤسسات لطبيعة التنظيم، والبنى الإدارية، والعلاقات المهنية، وديناميات السلطة والعمل والتنسيق داخل المنظمات. يرتكز المقياس على دراسة أهم النظريات الكلاسيكية مثل الإدارة العلمية لفريدريك تايلور، والنظرية البيروقراطية لماكس فيبر، ونظرية العلاقات الإنسانية، إضافة إلى المقاربات السوسيو-تنظيمية المعاصرة مثل التحليل الإستراتيجي لدى ميشال كروزييه، ونظريات صنع القرار لدى هربرت سيمون، والمقاربات النقدية التي تعالج قضايا السلطة، والهيمنة، والثقافة التنظيمية.

يهدف المقياس إلى تمكين الطالب من بناء قاعدة معرفية صلبة حول تطور الفكر التنظيمي، واكتساب القدرة على المقارنة بين النماذج النظرية المختلفة، وفهم كيفية ارتباط كل نظرية بالسياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نشأت فيه، إضافة إلى تنمية مهارات التحليل السوسيولوجي للمشكلات التنظيمية المعاصرة مثل الصراعات المهنية، الاتصال داخل العمل، اللامركزية، والثقافة المؤسسية.

الفئة المستهدفة من هذا المقياس هي طلبة السنة الأولى ماستر علم اجتماع التنظيم والعمل، باعتبارهم في مرحلة انتقالية بين المعرفة النظرية العامة والمقاربات التحليلية المتقدمة التي تساعدهم على تفكيك الظواهر التنظيمية المعقدة، وتحضيرهم للبحث الأكاديمي والتطبيقي في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية. يمنح هذا المقياس للطلبة أدوات منهجية لفهم التنظيمات كأنظمة اجتماعية ديناميكية تتفاعل داخلها المصالح، والسلطة، والمعايير، والثقافة، والاستراتيجيات الفردية والجماعية.