يمثّل مقياس نظرية الأدب أحد المقررات الأساسية في تكوين طالب الدراسات الأدبية، إذ يقدّم له الأطر المفهومية الكبرى التي بُني عليها التفكير في الأدب عبر العصور، ويُعرّفه بطبيعة الأدب، ووظائفه، وطرائق تشكّله، والعلاقات التي تربطه بالفلسفة والجماليات والنقد. يهدف هذا المقياس إلى إكساب الطالب قدرةً على التمييز بين مفاهيم النظرية والمنهج والنص، وفهم الخلفيات الفكرية التي تنبثق عنها المقاربات النقدية الحديثة والقديمة.يُعالج المقياس نشأة نظرية الأدب وتطورها، ويقف عند أهم النظريات المفسِّرة للفعل الإبداعي، مثل نظرية المحاكاة، والتعبير، والخلق، والانعكاس، إضافة إلى نظريات الأجناس الأدبية ومفاهيم الشعرية والسرد والدراما. كما يتناول الأسس المعرفية التي تحكم قراءة النصوص في ضوء هذه النظريات، ويُنمّي لدى الطالب ملكة التفكير النقدي القائم على الوعي النظري، لا على الفعل التلقائي أو الانطباع العابر.وبذلك يمنح المقياس الطالب أدوات أولية لفهم كيفية عمل النص الأدبي، ويؤهّله لاستقبال المناهج النقدية في المراحل اللاحقة بوعي عميق، يمكّنه من ربط التحليل بالمفاهيم المرجعية الصحيحة. وينتظر من الطالب بنهاية هذا المقياس أن يكون قادرًا على استيعاب طبيعة النظريات الأدبية، إدراك حدودها ووظائفها، تمييز علاقاتها بالمناهج التطبيقية، واستثمارها في بناء قراءة رصينة للنصوص الأدبية ضمن رؤية أكاديمية متماسكة.وفي أفق هذا التكوين، يهدف المقياس أيضًا إلى بناء طالب واعٍ، فاعلٍ ومُنتِج للمعرفة، لا مجرد متلقٍّ لها؛ طالب يمتلك القدرة على مساءلة الأفكار، وبناء المواقف النقدية، وتطوير أدواته القرائية والإجرائية بما يؤهّله للممارسة العلمية الرصينة داخل الجامعة وخارجها