كان القرن التاسع عشر بداية للدراسات المقارنة، ففي هذا القرن توطدت الصلات بين الأداب في مختلف الدول الأوربية، مما كانت عليه سابقا، وزادت رغبة الباحثين والدارسين في معرفة الآداب الأخرى التي لا تنتمي للغتهم أو محيطهم الجغرافي، كآداب انجلترا وفرنسا وألمانية. فتعدد الرحلات وكثرت الترجمات. وعكف العلماء على دراسة الظواهر الاجتماعية والأدبية، متعمقين في بحوثهم محاولين الرجوع بكل ظاهرة إلى أسبابها، وهذا نتج عنه اتجاهان عامان أثرا في نشأة الأدب المقارن، وفي نموه عن طريقين مختلفين: وهما الحركة الرومانسية، والنهضة العلمية.