كان للأوضاع المزية التي آل إليها بلاد المغرب الاسلامي نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي دورا بارزا في طمع السلطات الإسبانية والبرتغالية  في احتلاله خصوصا بعد أن تمت الوحدة الإسبانية نهائيا بالسيطرة على إمارة غرناطة في شهر جانفي 1492م، معلنة بذلك مطاردة المسلمين في الأندلس، الذين لم يكن لهم من ملجأ إلا بلاد المغرب الإسلامي، وخصوصا المغرب الأوسط، أين واصلت الجيوش الإسبانية ملاحقة الأندلسيين به، حتى لا يفكروا في العودة مرة أخرى إلى بلادهم المحتلة، وفي نفس الوقت الانتقام من المغاربة الذين لطالما قدموا المساعدات للمسلمين بالأندلس

           في الوقت الذي كانت فيه بلاد المغرب الاسلامي تعيش الانحطاط والتجزؤ والانهيار داخليا، كان خطرا خارجيا يتهدد البلاد والعباد، حيث بدأت بعض سواحل البلاد تتعرض إلى الاحتلال من طرف البرتغال والإسبان، اللذان عرفا نهضة علمية ووحدة سياسية وازدهارا اقتصاديا وتطورا عمرانيا وتلاحما اجتماعيا هذا ما شجعهم على توجيه أنظارهم لبلاد المغرب من أجل احتلالها واستغلال خيراتها